بسم الله الرحمن الرحيم
ما بنتنازل عن أثنين عراق وصدام حسين
جملة كثيرا ما كنت أسمعها إبان الحرب على العراق وكنت أشاهد في التلفاز أناس يرددونها وهم يرقصون ويتغنون بأغاني الوطنية ويهتفون باسم الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" رحمة الله عليه .
أين هؤلاء اليوم ,أتراهم ماتوا في أحدى الغارات ؟أو شردتهم الحرب عن الوطن؟ أو دفعت لهم أموالا لإخراس ألسنتهم ؟ بل وأين ذلك الرجل العربي الأصيل الذي كانوا يهتفون باسمه, بالرغم من كل تلك المساوي التي عرف بها أثناء أدارته لمقاليد الحكم في العراق وما عرف عنه بعد ذلك,لكنه وبأي حال من الأحوال وكما يقال"أولى من الغريب على البلد".
أين العراق ذلك البلد الذي يمتلك من الحضارة ما يملك ؟,العراق الذي كلما ذكر أسم شاعر أو أديب أو طبيب أو عالم ...الخ,العراق الحضارة والتراث ودجلة والفرات و حدائق بابل والحسن والحسين وهارون الرشيد,ماذا أذكر وماذا أدع؟
والآن أصبح العراق متصدرا لأهم الأخبار ولكن بماذا ؟ بإنفجارات وعمليات انتحارية وقتلى وجرحى للأسف, لقد درسنا في أدب الصف الثامن قصيده بعنوان "جروح فلسطين" للشاعر محمد مهدي الجوهري والتي يقول في أحد أبياتها
سيسلبونك بغدادا وجلقة *** ويعطفون عليك البيت والحرما
وعندما درسنا هذه القصيدة قالت لنا المعلمة أن لهذا الشاعر بعد نظر فقد تنبأ بأن العدو بعد أن أحتل فلسطين سيحتل بغداد وهكذا ألي نهاية البيت ما لم تحرك الأمة العربية ساكنا.
على من نضع اللوم في الذي يحدث للأمة العربية هل على أنفسنا ؟أم على حكومتنا ,أنا أفضل أن أكون عادلة فأحمل بعض المواطنين العراقيين المسؤولية لأنهم تنازلوا عن وطنهم ولم يدافعوا عن وطنهم عند ما جاء المحتل بل وقفوا مكتوفين الأيدي أمامه.
وفي النهاية أقول للمواطنين بلدي السودان أرجو أن تستفيدوا من كل تلك الدروس السابقة وألا تسلموا الوطن رخيصا لأيدي الأعداء لكي لا نغض لاحقا النواجذ من حرقة الندم.